الدولة المدنیة.. مصیر الهویة بعد االنتفاضات العربیة تونس و مصر أنموذجا

في سـياق بنـاء مجتمعـات مـا بعـد الربيـع العربـي، حـازت قضيـة الهويـة و أطروحـة الدولـة المدنيـة بطبيعتهـا الحياديـة اهتمامـا بالغـا كمرتكــز أساســي و مســوغ ســلس لتجــاوز الأزمــات الناجمــة عــن التحـولات العميقـة التـي طالـت دول الثـورات والتـي تطلعـت لتحصـن مجتمعاتهــا المحليــة ضــد عــودة الأنظمــة البائــدة مــن خــال إرســاء دعائــم هوياتيــة جديــدة أهمهــا الدولــة المدنيــة كمؤسســة شــاملة محايــدة تســتوعب جميــع الأطيــاف و المكونــات الطافيــة إلــى العلــن بفعــل الحــراك .

ســعيا منهــا لاجتثــاث جــذور المفاهيــم الباليــة المعاكســة للقواعــد المنطقيـة لانتقـال السـلطة، وجـدت النخـب السياسـية في دول الربيـع العربـي نفسـها أمـا تحـد عسـير مفـاده التوصـل إلـى صيغـة تنزيليـة شـاملة و سـليمة لانتقال بمفهوم الدولة المدنية التوافقية من مسـتوى الخطــاب النظــري إلــى مســتوى التجســيد و الآليــات الممارســيتة، و يبــدو رفــع التحــدي مــن القضايـا السـهلة الممتنعـة ْإذ تبـن التجــارب المفعمـة لانتقـال الديمقراطـي بريـادة تونـس ومصـر التخبـط الـذي عانتــه نخــب هــذه الــدول بخصــوص تحديــد هويــة الدولــة الواجــب إحالهـا وفـق تطلعـات شـعوبهم و كمخـرج جيـد لارتـدادات الفكريـة التـي بعثهـا الحـراك المعـاش.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...