في عامه العاشر الانقسام الفلسطيني ومعوقات الوحدة

تناولت الدراسة موضوعي الانقسام والمصالحة في الساحة الفلسطينية، من حيث الملخص مسببات الأول، وتداعياته، ومعوقات تحقق الثاني. من خلال الاجابة على تساؤلين رئيسين: ما هي الاسباب البنيوية للانقسام؟، وما هي سيناريوهات المصالحة الوطنية بعد اتفاق القاهرة أكتوبر 2017 على ضوء المتغيرات الفلسطينية الداخلية والخارجية ؟.
وخلصت الدراسة الى أن للانقسام جذوراً بنيوية أبعد مما حصل في يونيو 2007 ، كما كشفت الدراسة الى أن استمرار الانقسام لعشر سنوات، وفشل جميع مبادرات المصالحة، يكشف إخفاق السياسة الفلسطينية في إعادة بناء المشروع الوطني، وإلى أن أغلبية المؤشرات العملية تدل على أن هذا الانقسام مرشح للاستمرار، وأن سيناريو التوصل الى اتفاق مصالحة صورية جزئية هو السيناريو الأقرب على المنظور القريب.
وختاماً أوصت الباحثة بالعديد من التوصيات، أهمها: ضرورة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، والاتفاق من جميع الفصائل الفلسطينية على مشروع وطني واحد في التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي، وإصلاح منظمة التحرير وإعادة تفعيلها كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين، وتطوير آليات صناعة القرار الوطني الفلسطيني، وتقليل تأثيرات السياسة الدولية والهيمنة والضغوط الإسرائيلية. ثم اوصت بضرورة إجراء انتخابات
للمجلس التشريعي والرئاسة وإفساح المجال أمام الشعب لكي يجدد الولاية الشرعية لمن يعتقد أنه الأفضل في الدفاع عن مصالحه.
شكّل الانقسام الفلسطيني المستمر منذ ما يقارب عشر سنوات متتالية، تهديداً لفرص استعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بالنظر إلى الإجراأت التي اتخذها طرفا الانقسام فيما يتعلق ببناء المؤسسات الإدارية، الاقتصادية، الخدماتية والأمنية وتدشينها، وسمة الازدواجية التي وسمت النظام
السيا 􀘟سي والقانوني في غياب الوحدة السياسية للمنطقتين المتنازعتين. ما يجري فلسطينياً يشبه، إلى حد ما، الذي جرى في عدد من الدول العربية
من انهيار للدولة الوطنية (ككيان سياسي وطني )، فما جرى خلال العقدين ونصف عقد الأخيرين هو التفكك المتدرج للكيان السيا سي الفلسطيني كما شكلته وهيمنت عليه منظمة التحرير الفلسطينية خلال عقودها الثلاثة الأولى، غير أن تداعي الدولة الوطنية العربية (العراق؛ سورية؛ اليمن؛ ليبيا( جرى
بفعل التدخلات والضغوط الخارجية المباشرة وتراكم التناقضات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الداخلية، بينما تداعى الحقل السياسي الوطني في الحالة الفلسطينية تحت وطأة تغوّل الدولة الاستعمارية الاستيطانية، وتحت وقع التناقضات الداخلية تحديداً.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...